شهد العالم لظهور القمر الأزرق العملاق أول من أمس وهو ليس فريداً من نوعه. البعض يظن أن تسمية القمر الأزرق العملاق تدل على أن هذا هو لونه، مع العلم أن ذلك غير صحيح، حيث التسمية تشير إلى القمر الذي يظهر عندما يكون في أقرب نقطة له من الأرض. نعم، ربما هذا الاقتراب للقمر من الأرض ليس غريباً أو غير طبيعي، ولكن حقيقة هو خلق مشكلة أو لنوع من التساؤل لدى الناس: هل هو مرتبط بحركة الأرض والزلازل والهزات التي تحدث في العالم؟.
قبل الدخول في موضوع تأثير القمر الأزرق العملاق على الأرض، يشرح الخبير والمحلل التكنولوجي والإستاذ الجامعي الدكتور أنطوان طنّوس، عبر “النشرة”، أن “القمر يصبح قمراً عملاقاً عندما يصل إلى النقطة الأقرب إلى الأرض في مداره، والمعروفة باسم الحضيض، على بعد حوالي 357 ألف كيلومتر من كوكب الأرض، حيث يبدو أكبر من البدر العادي”، لافتا الى أن لا علاقة لهذه الظاهرة باللون، ومؤكداً انه عندما يقترب القمر من الأرض، يكون البدر أكبر بنسبة تصل إلى 14%. ويشدد على أن “هذه الظاهرة ستتكرر في 18 أيلول و17 تشرين الأول و15 تشرين الثاني من العام 2024، وفي 17 تشرين الأول سيكون القمر في أقرب نقطة إلى الأرض.
ولا يخفي طنّوس وجود الهزّات القمرية، وهنا القمر يتضاءل حجمه شيئاً فشيئاً على مرّ السنين، وهذه الهزّات يمكن أن يكون لها تأثير ضئيل جدّا على الأرض، وبالتالي كلّ الكلام عن أن ظهور القمر الأزرق العملاق أو إقترابه من الأرض قد يساهم في حدوث زلازل أو هزات أرضية في العالم غير صحيح.
على صعيد آخر، وممّا لا شكّ فيه أيضاً أن الهزّات الأرضية تشغل بال العالم بأسره، وهناك أسئلة تطرح عمّا إذا كان للحركة الزلزالية مؤخراً في سوريا أيّة علاقة بالحركة البركانيّة كون المنطقة تحتوي على صخور وأتربة بركانيّة؟. هنا يشدد الخبير الجيولوجي طوني نمر، عبر حسابه الخاص على منصة “أكس”، على أن “أن الإحتمالية موجودة ولكن ضعيفة، خصوصاً وأن الحركة البركانية في شرق المتوسط قديمة، حصلت في منطقة حمص ما بين 6.5 و2 مليون سنة، وفي منطقة الجولان على عدة مراحل، كان آخرها ما بين 7 و0.1 مليون سنة، وذلك وفق دراسات اعتمدت تقنيات حديثة لتحديد أعمار الصخور والأتربة البركانية”، معتبراً أن “التمكّن من ربط أيّة حركة زلزاليّة بإنكسارات باطنيّة لها علاقة بحركة الصهارة البركانيّة، تستلزم أجهزة رصد خاصة لمراقبة نوعيّة الموجات الزلزاليّة المولّدة وكيفية تواترها وتكرارها”، ويضيف: “الموضوع البركاني لا يستدعي اهتماماً أو عناية زائدة لغير ذوي الاختصاص”
إذاً، قد يتكهّن الناس عما يحدث في العالم وربما الخوف وعدم فهم ما يحصل، خصوصاً في منطقة شرق المتوسط قد يدفع الناس إلى الربط ما بين كل شيء يحدث في القمر وبين الزلازال والبراكين والهزّات، ولكن الحقيقة أننا نعيش في منطقة فيها صدوع زلزالية، وبالتالي يجب أن نتعايش مع حدوث كل هزّة أو غيرها دون الذهاب بعيداً في الخوف، ولكن على الدولة اللبنانية النائمة عن هموم المواطنين أن تنشّط غرفة الطوارئ لأيّ شيء قد يحدث فجأة!؟.