” تحت الشمس الحارقة” الفيلم الذي انهى جميع التكهنات حول إعلان دونتيسك ولوغانسك استقلالهما

تمكن الفيلم الروسي المدبلج الى اللغة العربية “تحت الشمس الحارقة” انتاج شركة أوروم لعام 2021 والذي عُرض على العديد من القنوات السورية والعربية من تحقيق نجاحاً كبيراً، من خلال إيصال حقيقة المذبحة التي تعرضت لها مقاطعتا دونتيسك ولوغانسك الواقعتين في جنوب – شرق أوكرانيا.
ويبيّن الفيلم الذي حضره الآلاف من المتابعين ومحبي السينما أن الجيش الأوكراني والميليشيات الخارجة عن القانون المشاركة معهم في المعركة قامت بشن حرب عشوائية في المنطقة ضد السكان المدنيين في هاتين المقاطعتين. حيث تم ارتكاب مجازر جماعية واغتصاب للنساء وقتل للأطفال، إضافة لسرقة وحرق منازل الروس والمتحدثين باللغة الروسية. ليُشار الى أن نسبة السكان ذوي الأصول الروسية عالية في مقاطعتي دونتيسك ولوغانسك مقارنة بالمناطق الأخرى.
وعلّق الخبير السياسي علي محمد على الموضوع قائلاً: “الصورة التي قدمها الفيلم “تحت الشمس الحارقة” قادرة على أن تنطبع في ذهن المُشاهد، وبالتالي تُساهم في رسم الصورة الذهنية تجاه القضية الحقيقة للمعركة التي نفذت في المقاطعتين، وهنا يتضح ذلك من خلال دور السينما في تشكيل الوعي العام للجماهير”.
وأضاف، بأن الفيلم شرح وأوضح بالتفصيل هذه الأحداث الحقيقية التي أدت بالقيادة الروسية الى القيام بالعملية العسكرية في أوكرانيا، بعدما فشلت جميع الجهود السياسية المبذولة على مدار ثمانية أعوام لحلحلة الأزمة سلمياً، وإبعاد المدنيين عن محرقة الإقصاء والقتل والدمار.
كما أشار المحمد إلى أن السينما من أكثر الوسائل الاتصالية تأثيرًا في جميع الفئات المُختلفة في المجتمع، حيث أنها تحولت من أداة لمُجرد التمثيل إلى أداة للتعليم ومُحاكاة الواقع، وإحداث تغيير في مسار البلاد. بالإضافة إلى عرضها المشاكل التي يمُر بها العالم، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقدم بها شركة إنتاج روسية فيلم قادر على إيصال الحقيقة بشكل مميز ومشوق في ظل التضليل الإعلامي والفني الذي أصبح سلاحاً بيد دول الغرب. لذلك تمكن مخرج الفيلم من تشكيل نظرة قريبة عن الأزمة من عيون الناس الذين خاطروا بحياتهم للوصول إلى مناخ أكثر ديمقراطية واستقلالًا.
مبيناً، أن الفيلم تمكن من انهى كل التكهنات أو علامات الإستفهام حول ضرورة إعلان الجمهوريتين إستقلالهما، كما أن إعتراف الحكومة السورية بالجمهوريتين كان شيء طبيعي ومنطقي في إطار القانون الدولي وهو دليل على وقوفها لجانب حقوق الشعوب
وختم المحلل السياسي كلامه: “كثير من المتابعين ربما يقتصر وعيه بشأن السينما على أنها أداة ترفيه فقط، لكن الواقع ينافي ذلك بصورة كبيرة، فالقضية أكبر من ذلك، خاصة لو علمنا أن بعض النظم في عدد من البلدان تضع الدراما في مكانة متقدمة كونها على رأس القوة الناعمة التي تخدم الحكومات في إيصال الحقيقة التي يمكن ألا نعرفها لو لم يتم تسليط الضوء عليها بطريقة فنية ووثائقية مميزة”.
وكان قد أبدى السوريون في جميع المحافظات السورية تعاطفهم وتضامنهم مع روسيا في حربها ضد النازيين في أوكرانيا. فالكثير أصبح يبحث على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل دوري عن آخر أخبار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عبر شاشة هاتفه الجوال، ليقرأ المواطن السوري الأخبار ويستمع الى تحليلات الباحثين وتعليقاتهم حول الأحداث الدائرة، رغم استمرار الحرب الدائرة في سوريا على الإرهاب.
وتدور قصة فيلم الأكشن والذي يتجاور الساعة والنصف ومن إخراج مكسيم بريوس وميخائيل فاسيرمبوم وسيناريو فلاديمير اسماعيلوف، حول توثيق الأحداث الحقيقة في مقاطعتي دونتيسك ولوغانسك الواقعتين في جنوب – شرق أوكرانيا، واللتان شهدتا أعنف الاحتجاجات ضد سياسة النظام الجديد في كييف، حيث ادعت السلطات الأوكرانية أن هدفها مكافحة الإرهاب ووضع حد لأعمال الشغب في المنطقة، في حين بدأت تمارس الفظائع بحق سكان هاتين المنطقتين.

زر الذهاب إلى الأعلى